أكّد وزير الثّقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، خلال لقائه في مكتبه في المكتبة الوطنية في الصّنائع، السّفير الرّوسي ألكسندر روداكوف، حيث تمّ التّداول بمجريات العدوان الإسرائيلي على لبنان والسّبل الآيلة إلى وضع حدّ له، أنّ "لبنان لم يكن يسعى للحرب ولكنّه لا يهابها، وأنّ إسرائيل هي من رَفض الدّعوات الأمميّة لوقف إطلاق النار وهي من أمعن خرقًا في القرار 1701 منذ صدوره"، مشدّدًا على أنّ "لبنان صامد في وجه عدوان وحشي، وعلى البقيّة الحرّة في هذا العالم المتخاذل والمتآمر أن تنبري لمعاونته".

وأشار إلى أنّ "لبنان بوحدة أبنائه وحكمة قيادته السّياسيّة وثباتها وصلابة مقاومته، سيُفشل الأهداف الإسرائيليّة، وأنّ ما على العدو ومن ورائه إلّا الذّهاب لوقف إطلاق ناره على غزة ولبنان، وفقًا لما أعلنته مرارًا وتكرارًا الدّولة اللبنانيّة، لا سيّما عبر رئيس مجلس النّواب نبيه بري، ليُصار بعد ذلك إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي اللّبنانيّة المحتلّة وتنفيذ القرار 1701؛ على نحو يلجم إسرائيل في المستقبل عن ارتكاب اعتداءات جديدة على لبنان".

بدوره، أعلن السّفير الرّوسي أنّ "روسيا حريصة على أمن لبنان وسلامة شعبه، وترفض كلّ هذا التّصعيد في المنطقة، وتدعو إلى وقف إطلاق النّار". وأبلغه أنّ "وزير الخارجيّة الرّوسيّة سيرغي لافروف نبّه في لقائه الأخير مع سفراء الدّول العربيّة والإسلاميّة، إلى خطر التوغّل العسكري المتفلّت من كلّ عقال الحاصل في الشّرق الأوسط، وأنّ خطره سيطال بلدانهم، وعليهم العمل سويًّا للضّغط باتجاه حلّ يريح المنطقة وشعوبها؛ يبدأ بوقف إطلاق النّار في غزة ولبنان".

وأكّد أنّ "روسيا ملتزمة تقديم العون للبنان في هذه الظّروف الصّعبة الّتي يمرّ بها، وأنّ ثمة مساعدات إغاثيّة روسيّة إضافيّة ستصل قريبًا إلى بيروت بأمر من الرّئيس فلاديمير بوتين"، متمنّيًا أن "تلقى الطّائرات الرّوسيّة العناية اللّازمة عند هبوطها في مطار بيروت". وذكر أنّ "روسيا لم تقم بإجلاء رعاياها من لبنان، خلافًا لما ورد في بعض وسائل الإعلام المحليّة، والأمر اقتصر على زوجات بعض الدّبلوماسيّين في السّفارة وأطفالهم".

وأوضح مكتب الوزير، أنّ "الجانبين شدّدا على وجوب تمتين أواصر التّعاون الثّقافي بين لبنان وروسيا في المجالات الثّقافيّة كافّة، بما يكفل استفادة لبنان من القدرات الاستثنائيّة والموروث المهم جدًّا للثّقافة الرّوسيّة والعكس، بما يضمن تعاونهما لمواجهة محاولات هدم الموروث الثّقافي والأخلاقي في الحرب الثّقافيّة والنّاعمة الّتي يخوضها البعض في العالم، للسّيطرة على الشعوب عن طريق هدم موروثها وإسقاط قيمها".